Home أسواق استثمارات الإمارات في المعادن الأساسية، ولكن هيمنة الصين تثير القلق

استثمارات الإمارات في المعادن الأساسية، ولكن هيمنة الصين تثير القلق

48
0

من المتوقع أن تتدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات الإماراتية قريبًا إلى قطاع المعادن الأساسية، ولكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن ما إذا كانت أستراليا قد تأخرت كثيرًا عن الصين في سباق البطاريات.

أبرمت أستراليا والإمارات العربية المتحدة اتفاقية تجارية سيتم توقيعها رسميًا في بداية نوفمبر، ورغم أن الاتفاقية تتضمن تخفيضًا في الرسوم الجمركية، إلا أن أبرز ما في الاتفاقية هو الوصول إلى صندوق استثماري بقيمة تريليونات الدولارات.

وتوقع وزير التجارة الأسترالي، دون فاريل، أن تبدأ الاستثمارات في التدفق قبل نهاية عام 2024، بعد أن قدّم قائمة بـ55 مشروعًا جاهزًا للتنفيذ في أستراليا.

وقال السيناتور فاريل في تصريح لوكالة الأنباء الأسترالية (AAP): “بمجرد توقيع الاتفاقية، سيكون ذلك إشارة للمسؤولين الإماراتيين بأن أستراليا مفتوحة للاستثمار.”

وأضاف: “أعتقد أننا سنشهد استثمارات كبيرة قبل عيد الميلاد.”

ورغم أن الصندوق تم إنشاؤه من أموال النفط، فإن الإماراتيين يسعون للاستثمار في الطاقة النظيفة، والتي تتطلب معادن أساسية لتقنيات مثل البطاريات، حسبما أوضح السيناتور فاريل.

من بين المقترحات الـ55، مشروع “كوكابورا غولي” للغرافيت في جنوب أستراليا الذي تديره شركة “لينكولن مينيرالز”.

وقال جوليان بابارسي، المدير في الشركة، إن هناك اهتمامًا دوليًا بالمشروع، لكنه لم يتلق أي عروض من الإمارات حتى الآن. وأشار إلى أن استثمارًا من هذا النوع سيكون “تطورًا مهمًا للغاية”.

وأضاف: “نعتقد أن الغرافيت يُعد معدنًا استراتيجيًا ونادرًا، وسيكون الطلب عليه أعلى في المستقبل.”

ويتطلب المشروع تمويلًا بملايين الدولارات.

في مشروع منفصل للحديد الأخضر يحتوي على المغنتيت، كانت الشركة تبحث عن شريك دولي لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات، حيث أشار المدير إلى أن الشرق الأوسط والإمارات يعملان على تطوير مصانع حديد خضراء.

يُستخدم الغرافيت في صناعة بطاريات الليثيوم أيون، بينما يُعتبر المغنتيت مكونًا رئيسيًا في صناعة الحديد والصلب.

وتوقع بابارسي أن أي استثمار في مشروع مثل الحديد الأخضر قد يتطلب شحن المواد بشكل جزئي أو كامل إلى الإمارات أو الصندوق السيادي المرتبط بها.

رغم أن أستراليا غنية برواسب المعادن الأساسية، إلا أن البروفيسور جون مافروجينيس تساءل عن مدى الفائدة الاقتصادية التي قد تجنيها البلاد في ظل هيمنة الصين على عمليات المعالجة.

وأوضح الخبير في المعادن الأساسية أن أستراليا لا تستطيع معالجة المعادن وتحويلها إلى بطاريات أو مغناطيسات بنفس كفاءة الصين أو بتكاليف منخفضة مثلها، وأن الصين تسيطر فعليًا على أسعار الجملة.

وأضاف البروفيسور مافروجينيس: “الصين لا تهتم بسعر المواد الخام، لأنها تحقق أرباحًا من بيع السيارات الكهربائية أو البطاريات في نهاية سلسلة التوريد.”

وتابع: “إذا اكتفينا ببيع المعادن الخام فقط، فسنعاني، لأن الأرباح الحقيقية لا تأتي من هناك.”

وأشار إلى أن هناك فرصًا لأستراليا فيما يتعلق بالليثيوم، لكن هيمنة الصين تجعل الوضع “غير مستقر في الوقت الحالي.”